الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في تظاهرة رمزية للصحفيين المختطفين بليبيا: رسائل سلام في "ليلة أمل" بقفصة من أجل عودة "نذير وسفيان"

نشر في  31 ديسمبر 2015  (18:01)

بعد مرور أكثر من سنة على اختطاف الزميلين الصحفيين نذير القطاري وسفيان الشورابي في القطر الليبي، دون لمس أيّ معلومة فعلية أو خيط رفيع يمكّن من الوصول إلى حقيقة لغز اختفائهما ويعيد الأمل إلى ذويهما لملاقاتهما ومعانقتهما -رغم أنّ الآمال تظل قائمة-.

 وبمناسبة الاحتفال برأس السنة الإدارية، ينظّم فرع الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بقفصة واللجنة الجهوية لمناصرة قضية الصحفيين المختطفين، تظاهرة رمزية اليوم الخميس 31 ديسمبر 2015 بداية من الساعة الرابعة مساء إلى الواحدة فجرا من يوم الجمعة غرة جانفي 2016 بساحة الفنون وذلك لمزيد التحسيس بالقضية وكرسالة إنسانية تدفع من أجل إطلاق سراح نذير وسفيان..

 موقع الجمهورية كان حاضرا لمواكبة فعاليات التظاهرة، فكان له لقاء مع كل من السيدين فتحي تاتاي عضو فرع الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بقفصة وعضو مؤسس للجنة الجهوية  لمناصرة الصحفيين سفيان ونذير ووليد الكسيكسي إلى جانب سامي القطاري والد الصحفي نذير القطاري وزوجته السيدة سنية رجب ، وذلك للحديث عن هذه التظاهرة الرمزية والرسالة التي يرمون توجيهها فكان التالي..

تظاهرة رمزية تعبق بشذى السلام الذي ينشد حرية نذير وسفيان 

في البداية تطرّق فتحي تاتاي خلال مداخلته بالحديث عن الرحلة "الماراطونية" التي تم القيام بها منذ 20 يوما وذلك من قفصة إلى المنطقة الحدودية رأس جدير للتحسيس بقضية الصحفيين المختطفين سفيان ونذير، مشيرا إلى أنّ الوقفة المذكورة تخلّلتها عدّة وقفات ومسيرات وساهم فيها العديد من المشاركون من مختلف الولايات..

 وأضاف تاتاي أنّه وبعد إنهاء المسيرة المراطونية، انطلق التفكير في تنظيم تظاهرة رمزية لتذكير الحكومة التونسية وبالأساس وزارة الخارجية بأنّ ملف شباب تونس بقطع النظر عن الأسماء مازال في البال ولن ينسى، وكذلك للفت النظر خاصة بعد الانفراج النسبي بين الفرقاء السياسيين في ليبيا..

 وقال عضو فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إنّ الدولة التونسية لم تكن في مستوى تطلّعات أهالي المفقودين بل وأهالي كل المواطنين التونسيين، مجدّدا التأكيد أنّ هذه التظاهرة الرمزية التي ساهم فيها مجموعة من شباب قفصة وأعضاء من المجتمع المدني بقفصة من بينها مؤسسة بلمفتي للعدالة والحريات وفرع الرابطة وكذلك النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الممثلة في شخص عضوها الصحفي الفاهم بوكدّوس، ستكون في شكل تعبيرة أمل في عودة الصحفيين اللذين لن تنساهما تونس بأجمعها.

 كما وجّه تاتاي رسالة مفادها أنّ حريات التعبير والتفكير والتنقل والعمل  الصحفي يجب أن تكون مرفقة بضمانات تكفل لها الحماية ، مستنكرا مشاهدة ضرب واستهداف قطاع الإعلام في تونس ما بعد 14 جانفي،  قائلا إنّ هذا يعتبر من الأشياء المخجلة والمخزية..

سرب من الحمام إلى شعب ليبيا الشقيق 

وعن الحديث عن فعاليات التظاهرة الرمزية بقفصة، قال عضو الرابطة إنّ هذه التظاهرة سيتخلّلها العديد من العروض الفنية من بينها مجموعة من الرسوم التشكيلية التي تجسّد قضية الصحفيين نذير وسفيان ووليد الكسيكسي. ناهيك عن الحركة الإنسانية التي سيتّم القيام بها تحديدا على الساعة الثامنة مساء، حيث سيتّم إطلاق نداء من مدينة قفصة للقطر الليبي عبر سرب من الحمام كرسالة سلم ومحبة من الشعب التونسي إلى شقيقه الشعب الليبي تدفع من أجل إطلاق سراح الصحفيين.

  إضافة إلى فقرات موسيقية ملتزمة من تأثيث فرقة عشاق الأرض من أم العرائس. هذا إلى جانب فقرة شعرية يؤمّنها الشاعر الملتزم لزهر الضاوي.

 وفي نهاية مداخلته تقدّم فتحي تاتاي بمناسبة رأس السنة الإدارية، باسمه وباسم هيئة فرع قفصة لرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واللجنة الجهوية لمساندة الصحفين نذير لقطاري وسفيان الشورابي بأحر التهاني لكل الشعب التونسي وشعوب العالم.. وقال إنّ مدينة قفصة تناشد اشقائنا في القطر الليبي بإطلاق سراح الصحفيين نذير لقطاري وسفيان الشورابي ووليد الكسيكسي وجميع المواطنين الأبرياء الذين يقبعون في السجون الليبية، وتذكّر أن علاقة الشعبين ضاربة في عمق التاريخ..

رسالة والدة نذير القطاري 

من جانبها عبّرت السيدة سنية رجب والدة الصحفي المختطف نذير القطاري عن أملها في أن تكون سنة 2016 سنة عودة كل من الصحفيين نذير وسفيان، قائلة إنّ كل الظروف اليوم ملائمة لتجديد المطالبة بعودة أبناء تونس الذين مرّ على اختفائهما أكثر من السنة والأربعة أشهر.

وقالت والدة نذير، إنّها لن تبذّر أيّ جهد لها في مواصلة المطالبة بحق ابنها وحريّته والدفاع عنه مهما كلّفها ذلك من ثمن..

 وحول إن كانت هنالك مستجدّات حول قضية الصحفيين المختطفين أو معلومات حول أماكن تواجدهما بليبيا، أكدت سنية رجب انّه لا جديد يذكر في هذا الخصوص وانّ كل المعلومات لدى قاضي التحقيق المتعهّد بهذا الملف.

دولة "وطن نذير وسفيان" حلّت المشاكل الليبية لكنها لم تحلّ مشاكل أبنائها 

في المقابل أعربت والدة نذير عن استنكارها الشديد لما أسمته صمتا مريبا من قبل وزارة الخارجية التي لم تمدّهم بأّي معلومات شافية عن قضية الصحفيين ولا عن مكان تواجدهما بليبيا، وتساءلت : "لماذا لم تمدّنا الدولة التونسية بأيّ معلومات عن أبنائنا، في حين أنّها تمكّنت من حلّ جملة من المشاكل الليبية في "وطن نذير وسفيان" في حين أنه كان من المفروض أن تطرح قضيتهما وتدفع من أجل إنقاذهما وإعادتهما إلى تراب الوطن قبل البحث عن أيّة توافقات..

 وفي نهاية مداخلتها توجّهت سنية رجب برسالة إلى كل من الصحفيين المختطفين نذير وسفيان قالت فيها إنّها ستتحدّى من اجلهما كل العالم من أجل إعادتهما سالمين ولن تنساهما أبدا..

ملف نذير وسفيان "ملف سياسي" بامتياز؟

 في سياق متصّل أشار السيد سامي القطاري والد الصحفي نذير، إلى أنّه ألقى على هذه التظاهرة الرمزية اسم "ليلة الأمل" بعد أن مرّ على فقدان الصحفيين أكثر من السنة دون الوصول إلى أيّ حقيقة ملموسة تفك شيفرات ملف نذير وسفيان، وقال إنّه يعتبر ملفّ قضيتهما ملفا سياسيا بامتياز خاصة وأنّ وزارة الخارجية لم تبد حزما في معالجته..

 وكشف سامي القطاري أنّه لم يتلق أيّ اتصال رسمي من أيّ طرف بخصوص مستجدات هذا الملف رغم انه حاول مرارا الاتصال بوزير الخارجية دون أي ردّ شاف، قائلا إنّ نذير سيظل ابن مدينة قفصة التي قرّرت جمعياتها على غرار جمعية "شاهد" وجمعية "المسرح بالقطار" ومجتمعها المدني تنظيم "ليلة  الأمل" -في عودة نذير وسفيان- والتي ستتخللها العديد من العروض الفنية والمسرحية..

تغطية: منــارة تليجاني